JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

الهاتف والذكاء الاصطناعي: حين يتحول الصمت إلى عقل يتحدث

لم يعد الهاتف مجرد جهاز صغير في جيوبنا يرن أو يهتز حين يريد أحدهم التواصل معنا، بل أصبح نافذة على عالم كامل تحكمه خوارزميات، وتديره عقول غير مرئية صاغتها تقنيات الذكاء الاصطناعي. بين شاشة مضيئة وبطارية محدودة العمر، يختبئ حاضر الإنسان ومستقبله، وربما هويته أيضًا. الهاتف.. من وسيلة اتصال إلى عقل مرافق في بداياته، كان الهاتف مجرد وسيلة لربط صوتين عبر مسافة بعيدة، لكنه اليوم أصبح مستودع ذكريات وصور وقرارات، بل وامتدادًا لعقل صاحبه. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى قلب الهاتف، تغيّرت وظيفته من أداة إلى شريك. الهاتف لم يعد ينفذ أوامرنا فقط، بل صار يتوقعها: يقترح لنا الكلمات، يوصي بأغنية، يلتقط صورة أجمل مما نراه نحن، وأحيانًا ينبهنا بما لم يخطر في بالنا. الذكاء الاصطناعي.. الوجه الخفي للهاتف حين ننظر إلى الهاتف، نرى شاشة وزر طاقة، لكن ما لا نراه هو العقل الرقمي الذي يتعلم من كل لمسة ونظرة. الذكاء الاصطناعي في الهواتف ليس مجرد “ميزة إضافية”، بل هو محرك غير مرئي يحوّل الهاتف إلى كائن يتطور مع صاحبه: • يفهم اللغة، فيحوّل الكلمات إلى أوامر. • يتعرف على الوجوه، فيفتح الهاتف بابتسامة واحدة. • يقرأ العادات، فيتوقع متى ننام ومتى نستيقظ. • يصنع الذكريات، فيجمع الصور والفيديوهات بطريقة تحاكي مشاعرنا. الهاتف والإنسان.. من يملك الآخر؟ هنا يطرح السؤال نفسه: هل نحن من يملكون الهاتف، أم أن الهاتف بدأ يملك تفاصيلنا؟ الذكاء الاصطناعي ينسج خريطة دقيقة عن حياتنا، يدرس اختياراتنا ويعيد تقديمها لنا بشكل محسّن، لكنه في الوقت نفسه يحصرنا داخل دائرة صنعها لنا. الهاتف لم يعد “أداة محايدة”، بل أصبح مرآة موجهة تعكس ما يريده أن يظهر. المستقبل.. هاتف بلا هاتف قد يأتي يوم لا نحتاج فيه إلى حمل جهاز معدني أو شاشة زجاجية في أيدينا. الذكاء الاصطناعي قد يجعل “الهاتف” مجرد فكرة، جزءًا مدمجًا في نظارات أو عدسات أو حتى في عقولنا. سيكون الهاتف حينها ليس وسيلة نتصل بها، بل عقلًا ثانويًا يرافقنا ويكمل ما نعجز عنه. ⸻ الخاتمة الهاتف والذكاء الاصطناعي ليسا مجرد تقنيتين متجاورتين، بل هما قصة تطور الإنسان مع أدواته. الهاتف الذي كان شاهدًا على أول مكالمة، أصبح اليوم رفيقًا يفكر ويقترح ويتعلم. وبين أن يكون ذلك نعمة أو عبئًا، يظل المؤكد أن علاقتنا بالهاتف في عصر الذكاء الاصطناعي لم تعد علاقة “إنسان بجهاز”، بل علاقة “عقل بعقل آخر” يولد من دوائر سيليكونية لكنه يقترب كل يوم من جوهرنا الإنساني
الاسمبريد إلكترونيرسالة