JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

الوقت والمعرفة: جسر بين الوجود والخلود

الوقت ليس مجرد عقارب تتحرك على ساعة، ولا مجرد أيام تتساقط من تقويم معلّق على جدار. الوقت هو النهر الصامت الذي يحمل كل إنسان في مجراه، لا يستأذن أحدًا، ولا يتوقف لانتظار متأخر. أمّا المعرفة، فهي القارب الذي نصنعه بأنفسنا لنجعل هذا العبور أكثر وعيًا، وأقل ضياعًا. هناك من يملك وقتًا كثيرًا لكنه بلا معرفة، فيغرق في تفاصيل الحياة الصغيرة كما يغرق العابر في بحر بلا بوصلة. وهناك من يملك معرفة واسعة لكنّه يفرّط في الوقت، فيظل عقله مكدسًا بالأفكار، بينما يده خاوية من الإنجاز. سرّ القوة إذن أن نزاوج بين الاثنين: أن نستخدم الوقت لبناء المعرفة، وأن نستخدم المعرفة لحماية الوقت من التبديد. الوقت يكشف قيمة المعرفة. دقيقة واحدة قد تغيّر مصير إنسان إذا استحضر خبرةً سابقة أو حكمةً تعلمها. في المقابل، المعرفة تكشف قيمة الوقت، إذ تجعلنا ندرك أن ساعة من التأمل قد تعادل سنوات من الجهل. فهما توأمان: إذا انفصل أحدهما عن الآخر، عاش الإنسان نصف حياة. من يتعامل مع الوقت بسطحية يعيش أسير الانتظار: ينتظر الغد ليبدأ، ينتظر الفرص لتأتي، ينتظر الظروف لتتغير. لكن من يملك معرفة حقيقية، يدرك أن الوقت هو الحاضر، وأن الحاضر هو الفعل. المعرفة تجعل الزمن مساحة للعمل، لا مسرحًا للأماني. ومع مرور العمر، يكتشف الإنسان أن أثمن ما يتركه ليس المال ولا السلطة، بل أثر معرفي صاغه عبر رحلته الزمنية: فكرة، كتاب، اكتشاف، أو حتى نصيحة صادقة. فالوقت يمنحنا جسدًا يفنى، والمعرفة تمنحنا روحًا تبقى. لهذا، حين نكتب، نتعلم، أو نُعلّم، فإننا في الحقيقة نمارس أبسط أشكال الخلود. لأن كل دقيقة نغرسها في أرض المعرفة تتحول إلى شجرة ظلّها يتجاوز حدود أعمارنا. ⸻ 🎯 خلاصة المقالة: الوقت هو الإطار، والمعرفة هي اللوحة. من دون إطار يضيع الرسم، ومن دون لوحة يصبح الإطار فارغًا. سرّ الإنسان أن يعرف كيف يجعل من وقته معرفة، ومن معرفته وقتًا لا يضيع
الاسمبريد إلكترونيرسالة