الأخطاء في كتابة المقالات بالذكاء الاصطناعي
في السنوات الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية في مجال إنتاج المحتوى، سواء في كتابة المقالات، صياغة الأخبار، أو حتى إنشاء كتب كاملة. ورغم أن هذه التقنية وفرت وقتاً وجهداً كبيرين، إلا أنها ليست معصومة من الأخطاء، بل إن الاعتماد الكلي عليها قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو غير مقبولة أكاديمياً وأدبياً. وفيما يلي عرض موسع لأبرز الأخطاء التي تظهر في المقالات المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
1- التكرار والإنشائية
من أكثر المشكلات شيوعاً أن الذكاء الاصطناعي يميل إلى إعادة صياغة الفكرة نفسها بصور مختلفة، مما يجعل المقال يبدو طويلاً بلا مضمون إضافي. في كثير من الأحيان يُضاف حشو لغوي لإطالة النص، بدل تقديم معلومات جديدة، وهو ما يُضعف القيمة العلمية والعملية للمقال.
2- غياب الأصالة والإبداع
رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد نصوص سليمة لغوياً، إلا أن المقالات غالباً ما تفتقد إلى البصمة الشخصية أو اللمسة الإبداعية التي يضعها الكاتب البشري. فالمحتوى الناتج قد يبدو بارداً، خالياً من الانفعالات أو الرؤية الخاصة، وكأنه مجرد ملخص معلوماتي.
3- الأخطاء الواقعية والمعلوماتية
من أبرز العيوب أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم معلومات غير دقيقة أو أرقاماً مختلقة. فهو لا يتحقق من صحة البيانات دائماً، بل يكوّن جملاً تبدو صحيحة لكنها في الواقع لا أساس لها. هذه الظاهرة تُعرف بـ “الهلوسة المعرفية”، وهي خطيرة خاصة في المقالات العلمية أو الطبية.
4- ضعف التنظيم أحياناً
رغم أن بعض النماذج قادرة على إنتاج مقالات منظمة، إلا أنه يحدث أحياناً أن يكون المقال مفتقداً للتسلسل المنطقي بين الأفكار. فقد يبدأ النص بفكرة قوية، ثم يقفز إلى موضوع جانبي، ويعود لاحقاً للنقطة الأولى، مما يربك القارئ.
5- إهمال الهوية والأسلوب
الكاتب البشري له أسلوب مميز يميّزه عن غيره، بينما الذكاء الاصطناعي يميل إلى إنتاج نصوص متشابهة من حيث النبرة والصياغة. النتيجة: مقالات متقاربة جداً في الشكل، مما يفقدها التنوع والتميز.
6- ضعف الأمثلة الواقعية
غالباً ما يكتفي الذكاء الاصطناعي بالحديث العام دون أن يقدم أمثلة واقعية أو إحصائيات دقيقة تدعم الأفكار. بينما المقال الجيد يحتاج إلى شواهد ملموسة تعزز الثقة في النص وتُقنع القارئ.
7- إهمال التخصيص للجمهور
الذكاء الاصطناعي يكتب بشكل عام، ولا يراعي دائماً طبيعة الجمهور المستهدف. فالمقال الموجه للطلاب يختلف عن مقال لرجال الأعمال أو لعامة القراء. غياب هذا التخصيص يجعل النص أقل تأثيراً.
8- مشكلة المصادر
من الأخطاء الجوهرية أن المقالات الناتجة غالباً لا تذكر المصادر بدقة، أو تضع مراجع عامة وغير قابلة للتحقق. وهذا يُفقد المقال قيمته الأكاديمية ويجعله أقرب إلى مقالات الرأي منه إلى البحوث العلمية.
9- الإفراط في الرسمية أو البساطة
أحياناً يكون النص الناتج معقداً أكثر من اللازم باستخدام لغة رسمية مبالغ فيها، وأحياناً يكون مبسّطاً لدرجة مخلّة. التوازن بين البساطة والعمق صعب على الذكاء الاصطناعي مقارنة بالكاتب البشري الذي يدرك احتياجات قارئه.
10- غياب الرؤية النقدية
الذكاء الاصطناعي يميل إلى عرض المعلومات فقط دون تحليل أو نقد. المقال البشري الجيد عادةً يضيف رأياً أو وجهة نظر أو حتى تساؤلات تفتح أفق القارئ. أما النصوص الآلية فتبدو محايدة إلى حد الملل.
خلاصة
الذكاء الاصطناعي أداة عظيمة، لكنه ليس بديلاً كاملاً عن الإنسان في كتابة المقالات. يمكن استخدامه كوسيلة مساعدة في توليد الأفكار أو إعادة الصياغة أو البحث الأولي، لكن التدقيق والتحرير والإبداع يظل من اختصاص العقل البشري. الكاتب الذكي هو من يعرف كيف يوظف هذه التقنية، ويصحح أخطاءها، ليجمع بين قوة الآلة و إبداع الإنسان في نص واحد
